بانه سيقتلهم ويقطعهم أرباً إرباً، وكون ان يتحدث الصغير بلغة بعيدة كل
البعد عن براءة الأطفال المعهودة فهذا وضع غير طبيعي.
واذا فكرت مليا، كم مرة سمعنا فيها طفلا يشير الي الموت
والقتل، والطعن، والتفجير وغيرها من التعابير التي توحي بالعنف، بات من
الطبيعي سماع الأطفال دون سن السادسة، وهم يعبرون عن غضبهم من خلال مثل
هذه السلوكيات العنيفة .. ما الذي حدث للطفولة في هذا العالم؟
العاب الفيديو وعدوانية الطفل
أثبتت العديد من البحوث والدراسات ان العاب الفيديو والمشاهد العنيفة المرئية يمكن ان تزيد من عدوانية الطفل.
وفي تحليل احصائي لبحوث ودراسات مختلفة عن آثار العنف الناتج من العاب الفيديو، شمل اكثر من 4000 طفل دون سن 18 عاما، تبين ان نصف الاطفال الذين مارسوا العاب الفيديو العنيفة، زادت عندهم مظاهر الشعور بالغضب والعدوانية.
في أميركا والاتحاد الاوروبي واستراليا وضعت تدابير
لضمان أن لا يحصل الاطفال على العاب الفيديو التى لا تناسب اعمارهم وهذا
بفضل استخدام نظام تقدير يناسب سنهم.
وبالرغم من هذه التدابير والقيود وجدت الدراسات ان الاطفال يتمكنون من مشاهدة ولعب الالعاب التي لا تناسب اعمارهم.
ظهرت ألعاب الفيديو منذ عام 1970 وصناعتها آخذة في
التزايد، كمثال في اميركا فقط تقدر مبيعات العاب الفيديو بما يزيد قيمته
عن 6 مليارات دولار.
ويمكن ان تشغل ألعاب الفيديو عبر اجهزة متنوعة، بما
فيها الاجهزة المتخصصة مثل "بلايستيشن" و"ننتيندو" و"اكس بوكس"، وجهاز
الكومبيوتر، ونظم العاب اخرى، وحديثا الهاتف الجوال.
ووفقا لدراسة اجراها المعهد الوطنى للاعلام والأسرة،
فقد ظهر ان 92 من الاطفال في اميركا الذين تتراوح اعمارهم بين سنتين و17
سنة يمارسون العاب الفيديو، وينفقون في المتوسط 30 دقيقة على الاقل في
اليوم للعب.
كما تبين ان الاولاد اكثر اقبالا على العاب الإثارة من الفتيات.
الآثار المترتبة على العاب الفيديو
هناك الكثير من الجدل بشأن اثار العاب الفيديو المترتبة على الاطفال، اذ
اشارت البحوث إلى وجود آثار ايجابية واخرى سلبية من ألعاب الفيديو، منها:
- الآثار الايجابية: عن
طريق الفوز في مثل هذه الالعاب، يكتسب الاطفال ثقة في انفسهم والاعتداد
بالذات. وقد ظهر هذا جليا لدى الاطفال الذين يعانون من اضطراب نقص
الانتباه وفرط الحركة.
وبعض العاب الفيديو لها اثر ايجابى للتربية، وتعلم الاطفال مهارات مثل الكتابة والتركيز، الحساب كما تشجع علي الرياضة البدنية.
كما يشير بعض الباحثين الي أن العاب الفيديو تساعد في تمكين الاطفال من التعبير عن مشاعرهم وعلى التحكم في غضبهم.
- الآثار السلبيه: اللعب بألعاب الفيديو عادة يتداخل مع وقت دراسة الاطفال وبالتالي يؤثر علي الاداء الاكاديمي.
توجد هنالك صلة قوية بين العاب الفيديو العنيفة والسلوك
العدواني، اذ وجدت دراسة ان السلوك العنيف للمراهقين يزداد بنسبة 13-22 عن
طريق لعب العاب الفيديو العنيفة.
توصيات هامة
- توصي الاكاديميه الامريكية لأطباء الأطفال بإبعاد العاب الفيديو العنيفة عن المنازل حتى لا يراها او يلعب بها الأطفال الصغار.
- ألعاب الفيديو العنيفة تعلم الاطفال تقليد السلوك العدواني، من خلال تكرار السلوك العنيف.
- تضع اللاعب في دور المعتدي، وتقدم مكافآت ايجابية للسلوك العنيف، مثل الفوز او تحقيق اعلى النقاط.
- في مسح تلفزيوني لآثار ألعاب الفيديو علي الاطفال،
قال احد الأطفال انه يريد ان يكون لصا، وذلك لان احدي الالعاب التي كان
يلعبها جعلت من اللص (المجرم) بطلا.
- انها تسبب الادمان، فبعض الأطفال يلعبون ساعات طوال من اجل تحسين مهارات لعبهم.
- تقلل حساسية الأطفال للعنف، مما يجذبهم للعنف دون ادراك العواقب.
تصنيف ألعاب الفيديو
بدأ نظام تصنيف العاب الفيديو عام 1990، لمساعدة الوالدين في تحديد ملائمة محتوى لعبة الفيديو مع عمر الطفل.
على الرغم من هذه التصنيفات، أظهرت الأبحاث ان الأطفال
ما زالوا قادرين على الوصول إلى معظم أنواع العاب الفيديو وبغض النظر عن
أعمارهم.
في دراسة قامت بها الاكاديميه الأميركية لطب الأطفال،
تبين ان 90 من الآباء لم يفحصوا ملاءمة تصنيف العاب الفيديو مع عمر
أطفالهم. بينما كثير منهم لا يدرك حتي وجود نظم لتصنيف العاب الفيديو!
ونظام التصنيف الأكثر استخداما هو برنامج مجلس تصنيف
العاب الترفيه، وهو مبني على اساس العمر، مع وصف لمحتوى العنف والمشاهد
الدموية، واللغة المستخدمة، والكراهية، التعري، والقمار، واستخدام
المخدرات والتبغ والكحول.
نظام التصنيف :
- في مرحلة الطفولة المبكره (EC): هذه الالعاب مناسبة للاطفال بعمر 3 سنوات أو أكبر.
- للجميع (E): مناسب للاطفال بعمر 6 سنوات وما فوق وقد تحتوي الالعاب على الحد الأدنى من العنف او اللغة العنيفة.
- سن المراهقه (T): مناسبة للاعمار من 13 سنة فأكثر. قد تحتوي على عنف، ولغة معتدلة أو عنيفة.
- البالغين (M): مناسبة للاعمار من 17 سنة فأكثر. قد تحتوي على عنف اكثر او لغة عنيفة او مشاهد للبالغين.
- الكبار فقط (AO): مناسبة للبالغين فقط. وتتضمن مشاهد عنيفة، ولا يفترض ان تباع الي أي شخص دون 18 عاما.
ان تربية الاطفال مهمة صعبة جدا وتتطلب رعاية وتضحية وكثيرا من الحب والاهتمام.
وحتى أكثر الأباء اهتماما برعاية اطفالهم يجدوا صعوبة في مراقبة ما يقوم به الطفل من تصرفات.
كما ان من الصعب جدا ان تحمي طفلك بعيدا عن
الاغراءات التي تحيط به من اللعب بالعاب الفيديو أو مشاهدتها من حوله: في
المدرسة، مع الاصدقاء وفي اللقاءات الاجتماعية.
واذا ابتعد طفلك بعيدا عن اللعب مع اصحابه سيصنف بانه غير طبيعي ومختلف عن غيره، وهذا سيسبب له ضررا اكثر من النفع.
لذلك اسمحوا لطفلكم أن يلعب بألعاب الفيديو ولكن ساعدوه
على اختيار اللعبة التي تناسب عمره، وحاولوا أن تنظروا الي ما هو ايجابي
في العاب الفيديو دون أن تحرموا طفلكم او تجعلوه يشعر بأنه مختلف عن
اقرانه.
نصائح للوالدين في مراقبة ألعاب الطفل
- لا تسمح لطفلك أن يلعب بالعاب الفيديو في غرفة نومه.
- حاول تشجيع طفلك على المشاركة في انشطه اخرى مثل الرياضة ، أو الفنون والانشطة الاجتماعية. اكتشف مواهب طفللك وعززها.
- تأكد من فحص العاب الفيديو قبل ان يبدأ طفلك في لعبها، لضمان ان يكون محتواها مناسبا لعمره.
- العب وشاهد مع طفلك، واذا ظهرت مشاهد عنيفة ناقشها مع طفلك وأشرح له ضررها وعواقبها.
- قيم العاب الفيديو تقييما دقيقا. لا تعتمد كلية على ما هو مكتوب في التقديرات. أنت أفضل من يقرر اذا كان ذلك مناسبا لطفلك ام لا.
- شجع طفلك علي اللعب مع الآخرين، حتى لا يلعب وحده ، وهذا يطور مهارات طفلك الاجتماعية.
- حاول دائما أن تؤجر العاب الفيديو بدلا من شرائها حتى لا يكرر طفلك اللعب كثيرا.
- حدد الوقت الذي تخصصه لطفلك للعب بألعاب الفيديو ومقدار المال الذي ينفقه على هذه الالعاب.