الجزء السادس
*الكارثه
الغفلة وعدم الاكتراث
لم يشعر معظم ركاب السفينة بان سفينتهم العملاقة قد
اصطدمت بأي شئ ، فإلى جانب أن التصادم كان غير مسموعا بدرجة كافية ، كان
معظم المسافرين داخل حجراتهم ، في هذه الليلة الباردة بل أن الكثيرين منهم
كانوا قد استغرقوا قي النوم ، فلم يكن مستيقظا في ذلك الوقت سوى بعض
الرجال الذين كانوا يدخنون السيجار في الغرفة الخاصة لذلك من الدرجة
الأولى ، بعد تناولهم العشاء وبعد انصراف زوجاتهم إلى حجرات النوم ، ولم
يكن صوت هذا التصادم مسموعا لهم ألا بدرجة خافته ، فقام اثنان منهم واتجها
إلى ظهر السفينة لمعرفة سبب هذا الصوت الخافت ، وتبعهما بعد ذلك آخرون
وآخرون ، ومن الغريب انهم جميعا لم يبدوا أي اهتمام ، فلم يبالوا إلا
بمشاهدة جبل الثلج والقطع المتناثرة منه على ظهر السفينة ، ثم عادوا جميعا
بعد ذلك لما كانوا فيه ، فمنهم من عاد ليكمل لعبته المسلية ، ومنهم من عاد
لتدخين السيجار وتتناول المشروبات ، كما دخل بعضهم حجراتهم الخاصة ليخلدوا
للنوم !
كذلك عبر بعض المارين بالسفينة في ذلك الوقت عن إحساسهم بهذا التصادم بصور
مختلفة ، فقال بعضهم انه كان يبدو كما لو كانت السفينة مرت على ارض من
المرمر ) ! ، وهو تشبيه ملائم تماما لتلك الطبقة الأرستقراطية ، كما ذكر
آخرون : ( انه كان يبدو كالصوت الصادر عن تمزيق قطعة قماش)
كذلك ذكر أحد الظباط على السفينة والذي كان نائما بحجرته في ذلك الوقت :
أن كل ما أحس به هو حدوث اهتزاز بسيط بجدار السفينة ، مما اقلق نومه ،
لكنه عاد للنوم مرة أخرى ، بعد أن تبادر إلى ذهنه أن السفينة قد غيرت من
اتجاهها بطريقة غير لائقة .
*الكارثه
الغفلة وعدم الاكتراث
لم يشعر معظم ركاب السفينة بان سفينتهم العملاقة قد
اصطدمت بأي شئ ، فإلى جانب أن التصادم كان غير مسموعا بدرجة كافية ، كان
معظم المسافرين داخل حجراتهم ، في هذه الليلة الباردة بل أن الكثيرين منهم
كانوا قد استغرقوا قي النوم ، فلم يكن مستيقظا في ذلك الوقت سوى بعض
الرجال الذين كانوا يدخنون السيجار في الغرفة الخاصة لذلك من الدرجة
الأولى ، بعد تناولهم العشاء وبعد انصراف زوجاتهم إلى حجرات النوم ، ولم
يكن صوت هذا التصادم مسموعا لهم ألا بدرجة خافته ، فقام اثنان منهم واتجها
إلى ظهر السفينة لمعرفة سبب هذا الصوت الخافت ، وتبعهما بعد ذلك آخرون
وآخرون ، ومن الغريب انهم جميعا لم يبدوا أي اهتمام ، فلم يبالوا إلا
بمشاهدة جبل الثلج والقطع المتناثرة منه على ظهر السفينة ، ثم عادوا جميعا
بعد ذلك لما كانوا فيه ، فمنهم من عاد ليكمل لعبته المسلية ، ومنهم من عاد
لتدخين السيجار وتتناول المشروبات ، كما دخل بعضهم حجراتهم الخاصة ليخلدوا
للنوم !
كذلك عبر بعض المارين بالسفينة في ذلك الوقت عن إحساسهم بهذا التصادم بصور
مختلفة ، فقال بعضهم انه كان يبدو كما لو كانت السفينة مرت على ارض من
المرمر ) ! ، وهو تشبيه ملائم تماما لتلك الطبقة الأرستقراطية ، كما ذكر
آخرون : ( انه كان يبدو كالصوت الصادر عن تمزيق قطعة قماش)
كذلك ذكر أحد الظباط على السفينة والذي كان نائما بحجرته في ذلك الوقت :
أن كل ما أحس به هو حدوث اهتزاز بسيط بجدار السفينة ، مما اقلق نومه ،
لكنه عاد للنوم مرة أخرى ، بعد أن تبادر إلى ذهنه أن السفينة قد غيرت من
اتجاهها بطريقة غير لائقة .
لحظة اصطدام السفينة تيتانك بالجبل الجليدي
المفاجأة .......
أما عند قاع السفينة فكان هذا التصادم يعني شيئا اخطر بكثير مما اعتقده ركاب السفينة .
فبعد توقف السفينة عقب حدوث التصادم ، اكتشف الفنيين حدوث كسر بجانب
السفينة تسللت منه المياه وغمرت خمس أقسام من الستة عشر قسما بأسفل
السفينة ، كما توقفت الغلايات عن العمل تماما ، وامتلأت أيضا حجرة البريد
بالمياه التي طفت فوقها عشرات الخطابات ، مما يشير إلى كارثة وان غرق
السفينة تيتانك أمر محتم .
إخلاء السفينة
لم يحاول كابتن سميث تفسير ما حدث ، لكنه تصرف بطريقة
عمليه فأعطى أوامره في الحال بإيقاظ جميع الركاب لإخلاء السفينة وإعداد
قوارب النجاة ، كما أمر بإرسال نداء الإغاثة (SOS) .
ولكن كانت هناك مشكلة أخرى واجهت سميث ، فعدد ركاب السفينة هو 2227 راكبا
، بينما عدد قوارب النجاة الموجودة بالسفينة لا تكفي حمولتها جميعا إلا
لنقل 1100 راكبا وكانت هذه الحقيقة غائبة تماما عن ركاب السفينة ، الذين
خرجوا من حجراتهم إلى ظهر السفينة في هدوء تام وعدم اكتراث ، بل أن بعضهم
خرج يغني ويمزح ،وكأنهم يسخرون من هذا الموقف ، فهم لا يزالون يعتقدون
انهم على ظهر السفينة العملاقة التي لا يمكن أن تغرق .
بعض الركاب في قوارب النجاة
بدا
ركاب السفينة والذين ظهر بعضهم بثياب النوم يرتدون سترات النجاة ، ثم
اخذوا يصعدون قوارب النجاة تحت تعليمات كابتن سميث ، الذي أمر بإخلاء
السفينة من النساء والأطفال أولا ، على أن يذهب الرجال بعد ذلك إلى قوارب
النجاة إذا توفر لهم أماكن بها .
وفي الحقيقة أن بعض الركاب لم يكن يريد الدخول إلى قوارب النجاة ، فكانت
السفينة العملاقة لا تزال مطمئنة بالنسبة لهم عن قوارب النجاة الصغيرة ،
حتى أن بعض البحارة قد اخذ يزج بعضا منهم إلى القوارب ، فقد كانوا مدركين
تماما للكارثة التي تنتظرهم ، كما اضطر البحارة أمام رفض بعض الركاب إلى
إنزال بعض قوارب النجاة إلى المياه وهي غير ممتلئة عن آخرها ، فلم يكن
هناك أي وقت للتأخير والمماطلة .وكان ركاب الدرجة الثالثة من الفقراء هم
آخر من وصل إلى قوارب النجاة حيث يقيمون بالحجرات السفلى من السفينة ، بل
أن بعضهم ظل منتظرا بأسفل السفينة لا يدري ماذا يفعل ، على رغم علمهم
بوجود محنة على ظهر سفينتهم
بريق الأمل
في نفس الوقت بدأ عامل اللاسلكي بالسفينة يرسل نداءات
متكررة للإغاثة ، وان كانت بعض السفن قد التقطت هذه النداءات إلا أنها
كانت لا تزال بعيدة جدا عن السفينة تيتانك ، فكانت كل هذه النداءات دون أي
جدوى ، ولكن ظهر للسفينة تيتانك أمل جديد، فعلى بعد عشرة أميال فقط كانت
هناك سفينة أخرى هي السفينة كاليفورنيان ، والتي كان من الممكن أن تصل إلى
السفينة المنكوبة في دقائق وتقوم بإنقاذ ركابها من الكارثة التي تهددهم،
ولكن لسوء الحظ لم يصل للسفينة كاليفورنيان أي نداء للإغاثة من النداءات
المتكررة التي ظلت ترسل بها السفينة تيتانك ، ففي هذا الوقت المتأخر من
الليل قام عامل اللاسلكي بالسفينة كاليفورنيان بإغلاق جهاز الاتصال .
وبعد عدة محاولات يائسة قام ظباط السفينة تيتانك بمحاولة أخرى لشد انتباه
السفينة كاليفورنيان إلى سفينتهم المنكوبة ، فقاموا بإطلاق عدة صواريخ
نارية في السماء وانطلقت معها الهتافات والنداءات المتكررة ولكن على الرغم
من ذلك لم تتخذ السفينة كاليفورنيان أي موقف تجاه هذه الإشارات الضوئية ،
فلم يتبادر إلى ذهن طاقمها أن السفينة تيتانك في خطر وأنها ترسل هذه
الإشارات طلبا للنجدة !، وبالتالي سارت السفينة كاليفورنيان في طريقها
غير عابئة بهذه الإشارات ، وأخذت تبعد تدريجيا عن السفينة تيتانك ، وبعد
معها آخر أمل في إنقاذ السفينة تيتانك .
تيتانيك تطلق الاشارات المضيئة لشد انتباه السفينه كاليفورنيا اليها
السفينة كاليفورنيا
كابتن السفينة كاليفورنيا ستانلي لورد
موظف اللاسلكي بالسفينة كاليفورنيا سيريل ايفانز
موسيقى المرح على ظهر السفينة المنكوبة
أما على ظهر السفينة تيتانك ، فراحت فرقة الموسيقى
المصاحبة للرحلة ، تعزف موسيقى المرح والسعادة أثناء إنزال قوارب النجاة
من السفينة إلى المحيط ! وان كانت هذه الموسيقى قد ظلت لفترة من الوقت
ملائمة تماما للجو النفسي لركاب السفينة الساخرين واللاهين ، إلا أنها
صارت بعد ذلك غير ملائمة لحالة الخوف والقلق التي بدأت تنتاب معظم الركاب
مع إنزال أقدامهم على ظهر السفينة ، التي بدأت مؤخرتها في الانخفاض
تدريجيا إلى سطح المياه .
شبح الموت
واستمر الحال كما هو عليه بظهر السفينة ، الموسيقى
تعزف ، والسفينة تنخفض تدريجيا والخوف يزداد ويزداد مع اقتراب ظهر السفينة
من سطح المياه ، والذي لا يزال يحمل مئات الركاب والذين لم يتم بعد
إخلائهم منها ، فبدأ شبح الموت يخيم على وجوه الجميع ، فقد اصبح حقيقة
واقعة خاصة بعد نفاد معظم قوارب النجاة ، فلم يعد يبقى منها غير قاربين
فإما الموت غرقا مع السفينة وإما القفز إلى المياه الجليدية الكفيلة
بإحداث صدمة عصبية مميتة بمجرد النزول إليها .
وأمام شبح الموت الذي خيم على السفينة بأكملها برزت بعض المواقف الإنسانية
الجميلة التي عبرت عن الوفاء في أسمى صوره ، ولكن كان هناك أيضا بعض
المواقف الغريبة والمثيرة للدهشة .
فمن ضمن هذه المواقف الإنسانية الجميلة التي برزت أمام شبح الموت ، هو
تشبث بعض الزوجات بأزواجهن ورفضهم مغادرة السفينة عند مجيء دورهن في
الانتقال إلى قوارب النجاة .
وكان أروع مثل شهدته السفينة لهذا الوفاء العظيم ، هو ما عبرت عنه مسز
ايدا ستروس زوجة الثري الكبير ايزدور ستروس ، والتي عادت مرة أخرى إلى ظهر
السفينة بعد دخولها إلى قارب النجاة ، لتحضن زوجها وهي تبكي قائلة : لقد
عشنا معا سنوات طويلة لا يمكن أن ارحل من دونك ، سوف امضي حيث تمضي ..
وذهب الاثنان معا ليجلسا في ركن هادئ بعيد وأخذا يرقبان ما يجري حولهما في
انتظار القرار الأخير لنهاية مصيرهما المشترك.
السيجار أهم
كانت
هناك صورة أخرى غريبة وشاذة ، ففي الحجرة الخاصة بالتدخين بالدرجة الأولى
جلس ميجور اركيبولد بوت وثلاثة آخرون يدخنون السيجار ويتجاذبون أطراف
الحديث غير مكترثين تماما بما يجري حولهم ، على الرغم من أن السفينة في
ذلك الوقت قد انخفضت بدرجة كبيرة إلى سطح المياه
سأموت جنتلمان
كذلك
كان للمليونير بنجامين جاجنيهيم الذي اشتهر بأناقته ، موقف في غاية
الغرابة أثناء هذه اللحظات الحرجة التي بدأت فيها السفينة تنغمس بوضوح في
مياه المحيط ، إذ قام المليونير إلى حجرته وبدل سترة النجاة التي كان
يرتديها بأخرى أنيقة خاصة بالحفلات الرسمية ، وعندما أنهى زينته وأناقته
على اكمل وجه ، توجه إلى ظهر السفينة ليعلن أمام الجميع قائلا : ( مادام
الهلاك لا مفر منه ، سأموت جنتلمان كما عشت جنتلمان !!!!!
تيتانك تغرق
موقع اصطدام السفينة بالجبل الجليدي
41°44' شمالا ; 49°57' غرب
وبمرور الوقت ، تم امتلاء كل قوارب النجاة وإنزالها
إلى المياه من على ظهر السفينة تيتانك ولم يدر المئات من المسافرين والذين
مازالوا على ظهر السفينة ماذا يفعلون ؟ فلجئوا جميعا في فزع وخوف إلى
مقدمة السفينة المرتفعة في الهواء عن سطح الماء ، بعد أن غاصت مؤخرتها
تماما في المياه .وما كان أقساها من فترة مؤلمة للجميع ، فلم يبق أمامهم
إلا دقائق وتغوص بهم السفينة بأكملها في مياه المحيط
وأمام هذا الفزع الرهيب اضطر بعض الركاب إلى الوثب في المياه الجليدية
لعلهم يلحقون بقوارب النجاة ، ومن المؤسف أن معظمهم قد مات ، ولم ينج منهم
إلا القليل والذين استطاعوا أن يصلوا إلى قوارب النجاة والتي أخذت تبحر
بعيدا عن السفينة